إفتتح سيادة متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عوده، مركز العناية بالثدي (Breast Care Center) في مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي، في حضور ممثل وزير الصحة العامة الدكتور جوزف الحلو، محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود، نقولا نحاس، نقيب الصيادلة الدكتور جو سلوم، نقيبتي الممرضات والممرضين المنتخبة عبير علامه، والسابقة الدكتورة ريما قازان، أعضاء مجلس إدارة مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي ومديره العام الدكتور مروان نجار مع أعضاء إدارته والأطباء والممرضات والموظفين، أعضاء مجلس أمناء جامعة القديس جاورجيوس في بيروت، رئيس الجامعة الدكتور طارق متري، نواب الرئيس وعمداء الجامعة، رئيس جمعية القديس بورفيريوس جاك صراف والأعضاء إضافة الى مدراء المدارس الأرثوذكسية في بيروت.
بدأ الحفل بالصلاة تلاها النشيد الوطني اللبناني ومن ثم ألقى الدكتور عماد الحاج، رئيس مركز العناية بالثدي في المستشفى كلمة، تلتها كلمة الدكتور مروان نجار، المدير العام التنفيذي في المستشفى,
عوده
في الختام، كانت كلمة لسيادة المتروبوليت الياس وقال فيها: "... إِنْــطِــلاقًــا مِــنْ الــنَّــظْــرَةِ الــمَــســيــحِــيَّــةِ الإِكــرامِــيَّــةِ لِــلــمَــرأَة، يَــفْــتَــتِــحُ مُــســتَــشــفــى الــقِــدِّيــس جــاورجــيــوس الــجــامِــعِــيّ هــذا الــقِــســمَ الإســتِــشــفــائِــيَّ الــخــاصَّ بِــسَــرَطــانِ الــثَّــدِي، لـكـي يُــؤَمِّــنَ الــدَّعــمَ الــلَّازِمَ، والــشــفــاءَ نَــفْــسًــا وجَــسَــدًا، لِــكُــلِّ سَــيِّــدَةٍ مَــدَّ الــمَــرَضُ الــخَــبــيــثُ بَــراثِــنَــهُ إلــى جَــسَــدِهــا. فَــالــمُــؤَسَّــســاتُ الــكَــنَــسِــيَّــةُ لا تَــعْــمَــلُ بَــعــيــدًا عَــنْ روحــانِــيَّــةِ الــكَــنــيــســةِ بَــلْ بِــهَــدْيِــهــا وبِــشَــفــاعــاتِ الــطــبــيــبــاتِ والأَطِــبَّــاءِ الــقِــدّيـسـيـن الــعــادِمــيّ الــفِــضَّــة".
وأضاف: "الــكَــنــيــسَــةُ لَــيْــسَــتْ بَــعــيــدَةً عَــنِ الــنَّــاسِ وهُــمــومِــهِــم، بــل تَــسـعــى جــاهِــدَةً إلـى مَــدِّ يَــدِ الــمَــعــونَــةِ لِــلــجَــمــيــع، فَــكَــم بِـالـحَــرِيِّ إلــى الــمَــرأَةِ الــمُــســتَــضْــعَـــفَــةِ فــي الــمُــجــتَــمَـعـاتِ الــذُّكــورِيَّـةِ الــتـي لا تَــمْــنَــحُــهــا أَدنــى حُــقــوقِــهــا، مَــعَ أَنَّــهــا تُــشَــكِّــلُ نِــصْــفَ الــمُــجــتَــمَــعِ وتُـرَبّـيـه. حَــبَّــذا لَــوْ تَــحــذو الــدَّولَــةُ حَــذْوَ الــكَــنــيــسَــةِ فــي مَــنْــحِ الــمَــرأَةِ الــكَــرامَـةَ الَّــتـي تَــلــيــقُ بِـهــا، فَــتَــفْــتَـحُ أمـامَـهـا كـافَـةَ مَـجـالاتِ الـعَــمَــلِ، وتَــضَــعُ الــمَــرأَةَ الــمُــنــاسِــبَــةَ فــي الــمَــكــانِ الــمُــنــاسِـــبِ، رُبَّــمــا يَــصِــلُ الــبَــلَــدُ إلــى بَــرِّ الأَمــانِ، وقِــمَّــةِ الــتَّــطَــوُّرِ، ويَــعــودُ لُــبــنــانُــنــا، كَــمــا فــي الــسَّــابِــقِ، مَــنــارَةً فــي هــذا الــشَّــرْقِ".
وقال عوده: "الــســرطــانُ مَــرَضٌ يَــفْــتُــكُ بــالإنــســانِ جَــسَــداً ونَــفْــســاً. ورَغــمَ مُــحــاوَلَــةِ الــعِــلْــمِ إيــجــادَ الــطُــرُقِ الـمُـنـاسِـبَـةِ لــمُــكــافَــحَــتِــه، مــا زال فَــتّــاكــاً وأقــوى مِــنَ الإنــســانِ أحــيــانــاً، وأعــدادُ الــمُــصــابــيــن فــي الــعــالَــمِ، وفــي لــبــنــان، تَــزدادُ بــحــيــثُ أصــبــحــتْ تَــدعــو إلــى الــقَــلَــق. لِــذا وَجَــدْنـا فـي مــســتــشــفـى الـقـديـس جـاورجـيـوس الـجـامِـعـيّ، أنَّ مِــنْ واجِــبِــنــا تَــخــصــيــصَ أقــسـامٍ لِــمُــكـافَــحَــةِ هــذا الــمَــرَضِ، ومَــدَّ يَــدِ الــعَـــوْنِ لِــضــحــايــاه، وتــأمــيــنَ أفــضَــلِ بــيــئــةٍ لــهــم لِــيَــشْـعُـــروا بـالأمـانِ والإحــتِــضـانِ والـمَـحَــبّـة. أولُ هــذه الـمَــراكِــزِ الــمُــتَــخَــصِّـصَـةِ هــو مَــركَـزُ الــعِــنـايَــةِ بـالــسَــيّــداتِ الــمُــصـابـاتِ بِــسَــرطــانِ الــثَــدي، وســوف تَــتْــبَــعـُـه مَــراكــزُ أخــرى مُـخَـصَّـصَــةٌ لِــمُــكـافَــحَـةِ أنـواعٍ أُخـرى مِـنَ الــسَــرَطــان، وتَــقْــديــمِ أفْــضَــلِ سُــبُــلِ الـعِــلاجِ والــعِـــنــايَــةِ لــضــحــايــاه، مِــنْ قِــبَــلِ أطــبّــاء مَــشــهــودٍ لــهــم بــالــعِــلْــمِ والــمَـعــرِفَـةِ، إنّــمــا أيــضــاً بــالإنــســانــيــةِ والــمَــحَــبّــةِ والـرَحْــمَـة، ســوف يَــسْــهَــرون عــلــى كَــسْــرِ حــاجــزِ الــخــوفِ والــوَهْــمِ مِـنْ هــذا الــمَــرَضِ ، ونَــشْــرِ الــتَــوعــيــةِ حَــوْلَــه بِــحــيــثُ تُــصــبِــحُ الــوِقــايــةُ والــتَــشْــخــيــصُ الــمُــبَــكِّــرُ جُــزءًا أســاســيــاً مِــنْ مُــحــارَبَــتِــه. وقــد وَفَّــرَ الــمــســتــشــفــى لــهــذا الــمــركــزِ الــعــديــدَ مِــنَ الــتِــقَــنِــيــاتِ الــحَــديــثــةِ والــمُـتَــطَــوِّرةِ الــتــي سَــتُــســاعِــدُه عــلــى أداءِ عَــمَــلِــه عــلـى أَفْــضَــلِ وَجْــهٍ، وهــي جُــزءٌ مِــنْ خِــطــةٍ واســعــةٍ لِــتَــطــويــرِ الــخَــدَمــاتِ الــطِــبّــيــةِ وتَــقــديــمِ أفــضَــلِ الــعِــلاجــاتِ، حِــفــاظــاً عــلــى اســتــمــراريــةِ هــذه الــمــؤســســة، ومُــتــابَــعَــةً لــرســالــتِــهــا الإنــســانــيــةِ الــتــي أُنــشِــئَــتْ، مــنــذُ مــا يُــقــاربُ الـقــرنَ ونِــصــفَ الـقَــرن، مِــنْ أجــلِ الــقِــيــامِ بــهــا".
واستطرد: " لــقــد أُصــيــبَ هــذا الــمــســتــشــفــى فــي 4 آب 2020 إصــابــاتٍ مُــبــاشَــرَةً أعــاقَــتْ عَــمَــلَــه لِــفَــتــرةٍ، وخَــلَّــفَــتْ خَـرابـاً مـا زِلْـنـا حـتى الـيـوم نُـرَمِّــمُ آثـارَه. لــكــنّ إرادةَ الــحــيــاةِ أقــوى مِــنَ الــدَمــارِ والــمَــوت، وتَــضــافُــُر الــجُــهــودِ ضــروريٌّ لــلــنُــهــوض. إنّ تَــكــاتُــفَ الإدارةِ والأطــبــاءِ والــمُــمَــرِّضــيــن والــعــامِــلــيــن فــي هــذا الــمــســتــشــفــى ســاهَــمَ فــي إعــادةِ الــحَــيــاةِ إلــيــه بـالـسُـرْعَـةِ الـقُـصْـوى، رَغــمَ غِــيــابِ الــدولــةِ عَــنْ تَــحَــمُّــلِ الــمــســؤولــيــةِ، ومَــنْـعِ الـقَـضـاءِ مِـنَ الـتَـحـقــيــق، وتَــقــاعُــسِ الــمــســؤولــيــن عَــنْ أداءِ واجِــبِــهــم تُـجـاهَ الــمـؤسَـسـاتِ الإسـتِــشـفـائـيّة والـصِـحـيّـة. ويُــقـالُ إنَّ الـتَــلَـوّثَ هـو أحَــدُ أسـبابِ انــتِـشارِ الــسَــرَطــان. فــإذا كــان تَــلَــوّثُ الأجــواءِ قَــتّــالاً إلــى هــذا الــحَــد، فــمــاذا نَــقــولُ عَــنِ الــتَــلَــوُّثِ الــسِـيـاسـيّ الــذي نَــشـكــو مِــنـه مُــنــذُ عُــقــود، وقــد يَــكــونُ أشَــدَّ فَــتْــكــاً مِــنْ تَــلَــوُّثِ الــهَــواءِ والـمـاء، وقــد رَأيْــنـا نَــتــيــجَــتَـه انــهِــيـاراً لِــبَــلَـدِنـا وسِــيــاسَــتِــه واقــتِــصــادِه وأخْــلاقِ بَــنــيــه. رَجــاؤنــا أنْ يَــعــودَ أهــلُ الــسِــيــاســةِ إلــى وَعْـــيِــهــم وضَـمــائــرِهــم، وأن يَــصْــحــوا مِــنْ سُـبـاتِـهــم ويَــقــومـوا بِــواجِــبــاتِـهـم. كــمـا نَــرجو أنْ يَــكــونَ هــذا الــمَــركــزُ نــافِــذةَ أمَــلٍ وشِـفـاءٍ لِـكُـلِّ سَــيِّــدَةٍ أصـابَـهـا هـذا الـمَــرَضُ الـخـبـيـثُ، وأنْ تُـرافِــقَ يَـدُ الله، الـذي نَـسْـألُ بـرَكَـتُـه لِـهـذا الـمَـركَـزِ، الأطـبـاءَ الـعـامِـلـيـن فـيـه، لِـكـي يَـنْــقُــلـوا بُـشـرى الـشِـفـاءِ لِـكُـلِّ زائـراتِـه".
وتابع: "هــنــا لا بُــدَّ مِــنَ الــتَــشــديــدِ عـلـى دَوْرِ وزارةِ الــصـحـةِ فـي مُــسـاعَــدَةِ الـمَـرضى الـعـاجِــزيـن عَــنْ تَــحَــمُّــلِ أكــلافِ الــعِــلاجِ الــبــاهِــظَـة. الـمؤَسَـسـاتُ الـكَــنَـسِـيَـةُ وبَـعْـضُ الـجَـمْـعِـيـاتِ الأهْــلِـيَـةِ تَـقـومُ بِـمـا هـي قـادِرَةٌ عـلـيـه، لـكـنَّ الـمَـسـؤولـيـةَ تَـقَـعُ عـلى الـدولَـةِ الـتي مِـنْ واجِـبِـهـا رِعــايَـةُ مُـواطِـنـيـها. و نـحــن نُــقَــدِّمُ الــشُّــكْــرَ أَوَّلًا للهِ الَّــذي سَــمَــحَ بِــأَنْ يُــبْــصِــرَ هَــذا الــقِــســمُ الــعِــلاجِـيُّ الــنُّــورَ، كَــمــا نَــشْــكُــرُ كُــلَّ مَــنْ قَــدَّمَ ويُــقَــدِّمُ مِــنْ تَــعَـــبِــهِ وعِــلْــمِــهِ ومَــعْــرِفَــتِــهِ ومـالِـه فــي سَــبــيــلِ خَــلاصِ الإِنْــســانِ، خُــصــوصًــا الــمَــرْأَة، مِــنْ الآلامِ الــجَــسَــدِيَّــةِ الَّــتــي تَــمَــسُّ أُنــوثَــتَــهــا وكُــلَّ كِــيــانِــهــا. حَــفِــظَــكُــم الــرَّبُّ دَوْمًــا بِــصِــحَّــةٍ تــامَّــةٍ، وأبْــعَـــدَ عَـنـكـم كُـلَّ مَــرَضٍ أو شَــخْــصٍ عُـــنْــوانُــه الــخُــبْــثُ والـشَـرُّ، وبــارَكَــكُــم، وزادَكُــم حِــرْصًــا عــلــى إِخْــوَتِــكُــم الــبَــشَــر، ومَــحَــبَّــةً تُــجــاهِ إِخــوَتِــهِ الأَصــاغِــر، والــتِــزامـاً بـالــقَــضــايــا الإنـسـانــيّــة".
صلاة التبريك
بعدها إنتقل المتروبوليت الياس والحضور إلى مركز العناية بالثدي الكائن في الطابق الثاني حيث أقيمت صلاة التبريك ثم جال الجميع في أرجاء المركز.
وشدد الجميع على إلتزام هذا المركز بالنهج المتعدد الإختصاصات الذي سيؤمن لجميع النساء إمكان الحصول على رعاية متكاملة، يقدّمها نخبة من الأطباء المتعددي التخصصات في علاج أمراض الثدي، إضافة إلى التقنيات المتطورة والخدمات التشخيصية المعتمدة في هذا المركز التي ستساعد في الوصول إلى أدق تشخيص طبي ووضع خطط علاج تناسب كل مريضة مما يساهم في إختصار الوقت ويخفف القلق خلال رحلتها نحو الشفاء.
(نقلاً عن الوكالة الوطنية للاعلام)