ظهر اليوم الأربعاء 3 ايار 2017 افتتح مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي (الروم) الطابق الثالث الشمالي بمباركة متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة وحضوره إلى وزير الصحة غسان حاصباني ووزير الدفاع يعقوب الصراف ووزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري ووزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني والمسؤولين في المستشفى وعدد من المهتمين.
بعد الصلاة خاطب سيادته الحاضرين قائلاً:
قلما ندرك أنّ هذه المؤسسة هي مؤسسة كنسيَّة أي هي تنتمي للمسيح ولا يمكن أن تستمر إلا إذا كان سيدها راعياً لها ومرافقاً الطبيب والمريض. أشتهي أن يستشفي فيها الفقير ونكون فرحين دون الإلتفات إلى أية معادلة لأن الله لا يهمل الذين يحبونه لذلك يجب أن ندرك ان رسالة هذه المستشفى أن تكون نوراً للجميع وتعزية ورجاء لكل مريض. هذا ليس كلاماً، هذه هي صلاتي إلى الرب أن يرفع مَن في هذا المستشفى وجوههم إلى فوق لأنّي أعلم أنّ الجميع لا ينظرون من هذا المنظار. نحن عمّال في حقل الرب وضعنا الله هنا لنعمل في حقله ونكون في دياره لنهتم بأبنائه ونساعد مَن هم في المرض واليأس ونحملهم إلى المستشفى ونهتم بهم. أنا لا أتكلّم شعراً بل أقول حقيقةً لا يعرفها الإنسان إلاّ حين يتقدّم في المرض والسن. قد يظن الإنسان أنّ عضلاته وأمواله هي المنقذة له لكنها كلّها تزول ويجد نفسه وحيداً إذا لم يكن الله معه. أتمنى أن يكون كل عاملٍ وكل مسؤولٍ في هذه المؤسسة شمَّاساً، أي خادماً يخدم المريض بكل فرح. المريض لا يحتاج إلى دواءٍ أو طبيب في المرتبة الأولى بل إلى وجهٍ محبٍّ يمنحه القوة والتعزية والرجاء. المريض لا يحتاج إلى كلام. يريد صمتاً وفي الوقت نفسه وجهاً يتكلّم لغة الحب.
في هذه المؤسسة وفي أية مؤسسة تخص الكنيسة غيرُ مسموحٍ أن نتقاعس وننام على أمجاد الماضي. نحن نفكِّر بهذا اليوم، بهذه اللحظة، الماضي قد ولّى. نحن نفتخر بمساعدة الرب لنا في هذه الساعة. هكذا نفهم الرب لأننا نحيا معه في كل لحظة. هو قال لنا أنا معكم في كل حين فإذا كان الله معي هل أتركه وأمشي؟ غيرُ مسموحٍ التغنّي بالماضي. الكسول لا محل له في الخدمة. يقول الرب يسوع أبي يعمل وأنا أعمل. وقد تجسَّد الرب يسوع ليجعلنا أبناءً بالتبني نعمل الخير والمحبة ونتحلَّى بالتواضع والخدمة ونرى الإنسان كأخٍ محبوب. لذلك أقول لكم أحبوا الله من كل قلبكم.
اليوم افتتاح هذا المكان. غداً إن شاء الله سيكون إنجازٌ آخر وبعد غد إنجازٌ آخر إذا كنا نعمل، لأن الله هو دائماً بجانب العاملين. الرب يشدِّدنا. عندما تعمل لا تخاف ولا تتردَّد ولا تيأس، ومَن وضع يده على المحراث لا يلتفت إلى الوراء. هكذا نحن نفعل وهكذا نرى الأمور لأننا على يقين ان الرب يسوع إلى جانبنا.
النقطة الأخيرة تتعلَّق بالوفاء. غير الوفي إنسانٌ ظالمٌ ومؤذٍ حيثما كان. إذا كنت تشعر بالظلم، الظالمُ هو الإنسان. اللهُ لا يظلم لكنه بالظلم الذي تشعر به يعلِّمك أن تتعاطف مع المظلومين.
رسالتنا أن نبقى أمناء، أوفياء لربنا وشهوداً لأعماله ولمجده. نحن في هذا المكان لنعلِّمكم أن الله معنا وإذا كان معنا فليس من أحدٍ علينا. نحن نصلّي دائماً من أجل أن يسمعنا الرب ويؤازرنا في كل عملٍ نقوم به. أنت لا يمكنك أن تضع شروطاً على الله وهو العالم بكل شيء. جعلكم من أبنائه تحبّون وتبشِّرون بالمحبة التي يسكبها عليكم.